إحصاءات قطاع الطاقة

لمحة عامة عن قطاع الطاقة في فلسطين( 2020 - 2021 )

بالرغم من الظروف الصعبة التي تواجهها الأراضي الفلسطينية، وفي مقدمتها الاحتلال الإسرائيلي وما يترتب على وجوده من تحديات ومعيقات تحول دون تطوير نظام كهربائي متكامل، لا سيما القيام بربط مراكز الأحمال ومحطات التحويل الرئيسية ببعضها في مناطق شمال وجنوب الضفة الغربية. كما أن سيطرة الجانب الإسرائيلي على الحدود مع الدول العربية المجاورة يحد من قدرة الفلسطينيين على استيراد الطاقة من الدول العربية والإقليم. يضاف إلى ذلك، المعيقات الفنية المتعلقة بالشبكات القائمة لتوزيع الكهرباء وارتفاع نسب الفاقد، وتدني نسب التحصيل وغيرها من المعيقات التي كان آخرها جائحة (COVID-19)، والتي أثرت بشكل جوهري على النمط الاستهلاكي للطاقة الكهربائية في فلسطين، وتأثر نسب التحصيل نتيجة ذلك.

وقد أجبرت هذه الظروف سلطة الطاقة والموارد الطبيعية وبقية الشركاء والمؤسسات العاملة في قطاع الطاقة الكهربائية، على اتخاذ إجراءات استثنائية وبرامج طوارئ، خاصةً خلال الأشهر الستة الأولى من انتشار الجائحة. يضاف إلى ذلك، الأزمة الناشئة في قطاع الطاقة على الصعيد العالمي بسبب الحرب في أوكرانيا، والتي بدأت تلقي بظلالها على قطاع الطاقة الكهربائية في فلسطين بارتفاعٍ واضح في كلفة الطاقة الكهربائية المستوردة. 

ورغم كل ذلك، نجحت سلطة الطاقة مع بقية الشركاء والمؤسسات العاملة في مجال قطاع الطاقة الكهربائية في توفير خدمة الكهرباء لتصل إلى أكثر من 99% من المجتمع الفلسطيني، وذلك من مصادر مختلفة كما هو موضح في الشكل رقم (1)، وتطوير عملية ربط الشبكات مع الدول العربية (مصر والأردن)، إذ تم زيادة القدرة مع الجانب الأردني من 40 ميجا واط إلى 80 ميجاواط بعد توقيع اتفاقية مع الجانب الأردني،  ويتوقع أن ترتفع حصة الطاقة الكهربائية المستوردة من الأردن من 2% إلى 5%. كما تم تشغيل 4 محطات تحويل على الجهد العالي في محافظات الخليل ورام الله والبيرة ونابلس وجنين.

كما أحرزت سلطة الطاقة تقدماً ملموساً في الدراسات والمفاوضات من أجل تحويل محطة إنتاج الطاقة الكهربائية في قطاع غزة لتعمل على الغاز الطبيعي بدلاً من الديزل. وانتشرت مصادر الطاقة المتجددة لأغراض إنتاج الطاقة الكهربائية في فلسطين حتى وصلت نسبتها من إجمالي الطاقة الكهربائية المستهلكة في نهاية عام 2021 إلى 4%، ويتوقع أن تصل إلى 5% مع نهاية عام 2022.

كما تم خلال فترة 2020-2021 زيادة القدرة الكهربائية في مدينة طولكرم وبعض التجمعات في محافظة الخليل للحد من النقص في الطاقة الكهربائية المتاحة للمستهلك الفلسطيني في تلك المناطق. علاوةً على تطوير التشريعات المنظمة لقطاع الطاقة الكهربائية في فلسطين بما في ذلك التشريعات المنظمة للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة.

جدول رقم (1) : مؤشرات عن قطاع الطاقة الفلسطيني وفقاً لبيانات عام 2020
 

جدول (2):  التقدم في قطاع الطاقة الكهربائية في فلسطين بالأرقام

جدول (3): التوزيع القطاعي لاستهلاك الطاقة الكهربائية خلال الفترة (2018-2021) بالميجا واط\ ساعة

ميزان الطاقة في فلسطين

هنالك العديد من أشكال الطاقة المستهلكة في فلسطين وفي مقدمتها الطاقة الكهربائية والوقود السائل والطاقة المتجددة، ونظراً لعدم وجود مصفاة للنفط في فلسطين، يتم استيراد مشتقات النفط كالديزل والبنزين والغاز المسال وغيرها من السوق الإسرائيلي. ورغم اكتشاف كميات من الغاز في المياه الاقتصادية مقابل غزة، وكميات لا بأس بها من البترول في منطقة رنتيس شمال غرب رام الله، إلا أن وجود الاحتلال يعيق استخراجها. وتعتبر الطاقة المتجددة وخاصةَ السخانات الشمسية، مصدراً مهماً ومنتشراً في فلسطين، إذ أن حوالي 56% من البيوت الفلسطينية تمتلك سخاناً شمسياً ( وفقا لمسح 2017)، وفي دراسات أخرى قدّرت النسبة بـ 68%. كما تطور استخدام الخلايا الشمسية لغرض إنتاج الطاقة الكهربائية بشكل ملفت في الآونة الأخيرة. 

الطاقة المتجددة في فلسطين

تعتبر فلسطين من الدول الرائدة في الوطن العربي وحتى على مستوى العالم في مجال استغلال مصادر الطاقة المتجددة، حيث أن نسبة كبيرة من السكان تمتلك سخاناً شمسياً لتسخين المياه. ومنذ عام 2012 أقر مجلس الوزراء الاستراتيجية الأولى للطاقة المتجددة لأغراض إنتاج الطاقة الكهربائية (2012-2020) بهدفٍ إجمالي يصل إلى 130 ميجا واط، تحقق منها 121 ميجاواط حتى نهاية العام 2020. 

كما صدر قانون الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة في عام 2015، ليكون أساساً تشريعياً لكلٍّ من الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، وليتبعه العديد من التشريعات والسياسات والبرامج والحوافز، ليصبح نمو الطاقة المتجددة لأغراض إنتاج الطاقة الكهربائية في فلسطين مبشراً بآفاقٍ واسعةٍ في هذا المجال، لذلك تم وضع هدفٍ طموحٍ في الاستراتيجية الثانية (2021-2030)، لإضافة 500 ميجا واط على الأقل من مختلف مصادر الطاقة المتجددة وذلك في حال استمرت المعيقات المفروضة من الجانب الإسرائيلي لاستغلال المناطق (ج). جدول (4) يظهر القدرات الإنتاجية من مصادر الطاقة المتجددة لغاية إنتاج الطاقة الكهربائية:-

جدول (4): القدرة الإنتاجية المتوفرة  (ميجا واط) 

جدول رقم  (5): أهم مشاريع توليد الطاقة الكهربائية باستخدام الطاقة المتجددة خلال الأعوام 2020- 2021

كفاءة الطاقة في فلسطين

عملت سلطة الطاقة بشكل استثنائي على تطوير مفاهيم كفاءة الطاقة في فلسطين، للمساهمة في خفض الأحمال من جهة، وخفض مصاريف الطاقة من جهةٍ أخرى، كما يساهم خفض استهلاك الطاقة الكهربائية بخفض الاستثمارات في البنية التحتية في قطاع الطاقة الكهربائية، وتخفيض انبعاث الغازات الدفيئة وخفض نسبة انقطاع التيار الكهربائي خاصةً في وقت الذروة. 

واستهدفت الاستراتيجية الأولى لكفاءة الطاقة (2012-2020) تحقيق هدفٍ طموحٍ بتوفير ما مقداره 384 جيجا واط/ ساعة بشكل تراكمي خلال فترة الخطة. بينما تستهدف الاستراتيجية الثانية لكفاءة الطاقة (2021-2030) هدفاً طموحاً يصل إلى حوالي 1900 جيجاواط/ ساعة متراكم خلال فترة الخطة.

ومن أهم البرامج التي تم تطويرها في هذا المجال الصندوق الدوار للقطاع العام، وذلك بالاستفادة من منحةٍ من الوكالة الفرنسية للتنمية بقيمةٍ تبلغ حوالي 2 مليون يورو، تم استثمارها في 25 مشروع مركزي في مختلف الوزارات والدوائر الحكومية، وفي مجالات مختلفة (سخانات شمسية، استبدال الإنارة بأخرى موفرة للطاقة، أتمتة ..الخ)، وتقوم الفكرة على تحصيل ثمن النظام من الجهة المستفيدة خلال 4 سنوات ليتم الاستثمار مجدداً في موقع جديد.

كما تم استبدال إنارة عدد من الشوارع في المدن الفلسطينية واستبدالها بإنارةٍ أكثر كفاءة (برنامج ممول من البنك الدولي). ويعتبر برنامج "SUNREF" الذي تم تطويره من قبل سلطة الطاقة والوكالة الفرنسية للتنمية مع البنوك المحلية في مجال القروض الخضراء، من أهم المشاريع لتلبيته احتياجات القطاع الخاص في مجال الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة والحفاظ على البيئة.